الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

من مدرسة حكومية لأخرى ياقلبي لا تحزن. . .

منذ عامان أصرت والدتي أن أذهب إلى الإدارة التعليمية في مدينتي لأحصل على عقد وظيفة في وزارة التربية والتعليم. وبما إني حاصلة على بكالوريوس علوم جيولوجيا من جامعة المنصورة إلا أن الوظيفة كانت أخصائي تكنولوجيا التعليم . لما؟ لأني بلا فخر حصلت على الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي معتمده من منظمة اليونيسكو والشهيرة باسم الدلع ICDL. وما ادراك ما تكنولوجيا التعليم في المدارس التابعة لتلك الإدارة.!!

ذهبت بعد أن أخبرت أمي: "لو كانت المدرسة في بلد أرياف مش رايحة" . 
ذهبت لأقف أمام "الموجهة" – المسئوله عن التطوير التكنولوجي في الادارة – لتكتب لي أن أتجه لبلدة بجوار مدينتي فابتسمت ساخرة بداخلي ومن المحتمل أن عيني لمعت بتلك البسمة لأجد "الموجهة" تمزق الورقة التي تحتوي أمر تعاقدي مع المدرسة في البلدة المجاورة وتخبرني:"ولا أقولك بلاش روحي أحسن مدرسة التوفيق" ، ليتضح لي بعد سؤالها عن مكان المدرسة أنها قريبة جدا من عمل والدتي فذابت الابتسامة الساخرة بداخلي لأجدني أقول لنفسي "اتدبستي ياحلوة" ولكي أماطل وأهيئ نفسي للعمل أخبرتها أني سأتوجه إلي تلك المدرسة يوم السبت حيث كان لقائي بها يوم الخميس.

يوم السبت ذهبت لمدرسة التوفيق وتقدمت لمديرها الذي نظر للطلب ساخرا وسائلا:" بتحبي الشاي والقهوة" ، فابتسمت له مستغربه فأكمل:"هنا هاتشربي شاي وقهوة ونسكافيه وكل اللي إنتي عايزاه". بعدها ذهبت لأقوم باستخراج إقرار القيام بالعمل وباقي الأشياء الروتينية .وعلمت أن الزملاء الذين يعملون بالتعاقد مثلي في حجرة مجاورة فذهبت للتعرف عليهم وهناك عرفت معنى كلمات المدير.وقبل أن أخبرك معناها ساخبرك ما كُلِفت للقيام به، فأخصائي مناهل المعرفة أو تكنولوجيا التعليم وظيفته أن يأتي إليه الطلاب بصحبة مدرس الفصل الي غرفة مناهل المعرفة لينهلوا من العلوم والمعرفة عن طريق التكنولوجيا. وماهي التكنولوجيا في بلادي ؟ هي ياسيدي اسطوانة تعليمية وبروجكتور ويجلس الاطفال أمام هذا البروجتكور ينهلوا من المعارف.

نعود لكلمات المدير وما اكتشفته، اكتشفت أن المدرسة لا يوجد بها أساسًا حجرة لمناهل المعرفة وأن المدرسة بها حمام مهجور حولوه إلى غرفة بها جهاز أخجل أن اطلق عليه "كمبيوتر" إلا إنه كذلك.

 كانت أيام العمل شاقة تبدا بتوقيعي في الدفتر صباحا بعده أنهل قسطًا من الراحة لثلاث أو أربع ساعات بعد ان ننتهي من الراحة نذهب للمدير مستاذنين بالخروج ونقوم بالتوقيع في نفس دفتر الصباح.

ومر العام وانتهي التعاقد الأول الذي كنت اقاضي مقابله مائة وأربعة جنيهات وخمسة وسبعون قرشا. وذهبنا إلى بيوتنا في انتظار التجديد مع حلول العام الدراسي الجديد.

يتبع إذا حبيت..

هناك 3 تعليقات:

الجنوبى يقول...

مية واربعة جنيه ... ميكفوش حتى النسكافيه

على فكرة ان درست سنة فى قسم جيولوجيا ف اسيوط

وعارف الشعور لما الواحد يكون بيدرس ترتيب الستراتاس والقباب الملحية وقوانين السوليدتى وحقبة الحياة القديمة وانسان نيان ديرتال

وبعد كده يقع يشرب شاى وقهوة

الله المستعان

محاولة لكسر الصمت يقول...

ومن صيدلية -ولا أشترط حكومية- لأخرى يا قلبي لا تحزن ..

لا أشعر بوجود فارق كبير بين حالي وحالك .. خمسة سنوات صيدلة وأربع سنوات جيولوجيا وأي عدد من السنوات في أي تخصص من التخصصات سيقودنا غالبا إلى النتيجة ذاتها.

في الصيدلية الخاصة كانت تمر الساعات على كل ما أفعله هو نقل علب الدواء من على الأرفف إلى يد المريض .. ربما من وقت لآخر يمر موقف أجدني فيه أمارس دور الصيدلي الحقيقي فأصف دواء لمريض لكنها حالات قليلة لا تحدث تأثيرا حين تواجه بكل المآسي الأخرى بدء من الطبيب الذي يظن نفسه إله وانتهاء إلى المريض الذي يظنني "نصاب" ببالطو...

رغم ذلك كله سأصدمك وأقول لك أنني كنت أشعر بذاتي هناك , لأنني الآن تحولت إلى ما يمكننا أن نطلق عليه إن جاز التعبير "باش كاتب مثلا" كل مهتمتي كتابة كمية هائلة من الأرقام الغبية في عشرات الدفاتر كما لو أننا لم نصل بعد إلى اكشتاف أن هناك اختراع يسمى كمبيوتر وإن كان منا لنوع الذي وجدته في مدرستك ... في عملي الحكومي أصبحت أشعر أن عقلي شيئا فشيئا يصيبه الصدأ وربما يوشك قلبي أن يفعل ... كلنا في الهم سواؤ على ما يبدو.

Mohamed Hesham Safa يقول...

هي دي بلدنا