الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

بلدتي

في بلدتي بعد صلاة التراويح اركب من وسائل المواصلات الميكروباص واركب بجوار النافذة وإن لم استطع تجد عيني لا تحيد عنها..... الطريق ليست بطويلة حوالي خمس دقائق أو قد تصل إلى عشر أو يزيد في حالة الزحام. تعبر بي تلك الوسيلة طريق طويلة متصلة دون أن تحيد ... هذه الطريق هي محور بلدتي والتي تتراص احياؤها على جانبيه.... جزء من الطريق يسمى بشارع البحر ولكنه لا يطل على اي بحر ، زعم أهل مدينتي أن هذا الطريق كان يوما أحد أفرع النهر العظيم ولكنهم ردموه ، من الذين تعود عليهم الهاء ؟!! الله أعلم فلم أبحث عن حقيقة المعلومة. ولكن اليوم وأنا اقطع نفس الطريق وجدت هذا البحر الجديد الذي يلقي بأمواجه الأصطناعية بفعل العجل – كما يطلق السائقون على مركباتهم سواء التاكسي او الميكروباص في بلدتي– على المارين بشارعه. بحر الصرف الغير صحي .... نعم يغطي الشارع الرئيس في بلدتي ... حتى نكون صادقين ويكون الاسم على مسمى " شارع البحر" .......... اوقات نادرة ما اقرر أن اقطع الطريق إلى بيتي سيرا ليس كرها في المشي ولكن بلدتي بلده صناعية على الرغم من أن فريق الكرة الأول بها مشهور باسم فريق الفلاحين !!!ولكني لم أرى داخل بلدتي الا المصانع واكثرها إن لم يكن معظمها غزل ونسيج .... فإذا قررت السير على قدميك لتقطع مسافه لا تتجاوز الربع ساعة عليك أن تتجهز لعدة لمعارك ، الأولى معركة مع الادخنه المنبعثة من السيارات الخردة التي تعدوا على الطريق فيجب أن تملك منديلا وإن لم يكن فنصيحة مجرب لا تتنفس بكامل رئتيك.!! أما المعركة الثانية فهي عندما تتجه إلى الحي الذي يقودك إلى الشارع الذي الذي تقطن فيه وعندها يجب أن تكون مستعد ومستحضرا احدى اثنتين الأولي برودة الأعصاب واللامبالاة أما الثانية فهى عقدة على الجبين وتسرع في الخطى وتحاول في اقصر مدة ممكنه أن تجتاز هذا العدد من التوكتوك بعدها تتنفس الصعداء حيث قلت الأدخنة ولكن لا تسعد كثيرا لأنك لا بد أن تكون مستعد للمعركة الثالثة وليست الأخيرة فيجب أن تكون مرتدي حذاء جيد نعلة سميك يغطي قدمك بالكامل لأن مشروع رصف الطريق مازال مستمر مع العلم أن الطريق كان مرصوفا بالفعل وكان مائة فل وعشرة ولكن هذا ما حدث ويبدوا أن رصف الطريق في بلدتي أمر غاية في الصعوبه لأنه يستغرق حتى الآن ما يقرب الشهرين فالحذاء الجيد هنا يساعدك على الخطو برشاقه وخفة فوق الحجارة الجيرية والصخور الناتجه عن ازالة الأرصفة .....!!!! والآن وصلت إلى شارعي " شارع البحر" ايضا ولكن شارعي لا يسمى بشارع البحر ولكنه بالفعل يحتوي على بحر الصرف الغير صحي أو لعلها ماسورة المياه أمام منزل جارنا ولك أن تميز نوع المياه من خلال الرائحة والحشرات فامياه الصرف أكثر عفونة والحشرات الطائرة فوقها أكثر ايضا عن مياه الشرب!!! ياليت بلدتي كما يزعم الغرباء عنها بلدة فلاحين لكنت استمتعت بالخضرة واستنشقت هواء نظيف ..!! دعنا من نظيف ولنقل هواء عليل. اكثر ما اتسآءل عنه داخل نفسي هو عدم شعوري بالإنتماء لهذة البلدة ولا اعلم ما السبب بالتحديد ؟ تراه لأني لست فعلا منها ولدت فيها ولكن أبي وأمي وجَدَّي ليس منها وإنما من بلد آخر قريب ... ولكني لا اؤمن بهذا السبب لأني عشت بها عمري كله ومازلت أفعل .... دائما ما أتحدث عنها كأني زائرة لها ... وأتكلم عن اهلها الأصليين بنبرة " هم ونحن " وهم لا أتميز عنهم إلا في لكنتي في بعض الكلمات والتي لا يلاحظها إلا من يحب البلدة فعلا أو من يكرهونها ولكني اشتاق للعوده إليها حينما أسافر ولو ليوم واحد ولكن عند وصولي إليها أتمنى أن أرحل عنها من جديد والآن يبقى السؤال بلا جواب لماذا لا اشعر بانتمائي اليك بلدتي؟؟؟!!!!!

هناك 3 تعليقات:

محاولة لكسر الصمت يقول...

بلدتك تشبه بلدتي,باستثناء مصانع الغزل وفريق الفلاحين..

أما لماذا لا تشعرين بالانتماء لبلدتك, فلا أظنك كذلك حقا, ولكنك فقط تشعرين تجاهها بالأسى..
تحياتي

صوت من مصر يقول...

دى قديمه صح
من رمضان تقريبا

r يقول...

واضح ان بلداتنا جميعا تتشابه
فبلدتى المفروض انها فلاحين ولكن طغى تصحر الارض عيها طبعا اصبحت معظمها مبانى وعمارات للايجار فى ظل الايجارات المرتفعه وهجره القرى من حولها اليها وكأنها بها ميزات القاهره مثلا
وايضا نتشابه فى مشروع الصرف الصحى مع زياده المده هنا من تقريبا اول الصيف يعنى من شهر4 او 5
والتكاتك والمدارس فى طريقى اليها

بس للحق كنت اكرها كثيرا زمان بس دلوقتى بقت بتعجبنى ومش هقول انتماء او حب لان الكلمتين دول فقط لبيتى
اللى هو احسن مكان فى البلده كلها

شوفى اللى ما يحن عليكى اكيد هتكرهيه
هى كدا شوفى بلدتك ادتك ايه مش هقول فلوس او وظيفه مثلا لا على الاقل اصدقاء بيت أمن شارع نظيف وسائل ترفيه مواصلات يعنى خدمات هنا هتحبى المكان او تكرهيه ظاهريا او لسانا
مش قلبا

انتمائنا للمكان هو شعور بحبنا ليه
ودا داخلنا والدليل على كدا لو حد مثلا سب فى البلده اكيد هتعترضى عليه وتعددى مزاياها
بس مش شرط انى انتقد المكان انى لا انتمى اليه اعتقد دى مكنونات اللسان من القلب لان انتقادنا للشئ زى معاتبتنا ليه علشان عايزينه احسن

---------------------
على فكره ليكى عندى تاج
http://justlittleideas.blogspot.com/2009/10/blog-post.html